قول مأثور قاله إسماعيل يوسف المدرب العام لنادي الزمالك عام 2002، وقت الإعداد لكأس العالم للشباب "الإمارات 2003"، فقال في حديث شخصي: "عثرنا على مهاجمين جدد، فقط يحتاجان إلى عملية زرع مخ، وبعدها سيصبح لهما شأنا رفيعا في كرة القدم المصرية".
وكان يوسف مدربا عاما للمنتخب ومُكلف من حسن شحاتة بالبحث عن رأسي حربة على مستوى عالٍ في شتى أندية الدولة.. القول المأثور كان بعدما عثر على مهاجمين جدد ضمهما للفريق.
كلام يوسف رغم ما به من سخرية فقد كان إلى حد بعيد يحمل رؤية ثاقبة، ووجهة نظر عالية، والجدد اللذين قصدهما إسماعيل يوسف كانا.. عمرو زكي لاعب المنصورة في ذلك الوقت، ورضا متولي مهاجم غزل المحلة في ذلك الوقت، والأول كاد أن يكون أفضل مهاجم في تاريخ مصر لولا قصور رؤيته، والثاني فشلت كل محاولات تلميعه بسبب تفكيره.
وفي السطور التالية.. نعرض 10 لاعبين يحتاجون إلى عملية زراعة مخ، هذا بالمعنى المجازي، وبالمعنى الحقيقي فتفكيرهم وتصرفاتهم تقودهم للهاوية، رغم ما يملكونه من إمكانيات جبارة تؤهلهم للقمة لو اقترنت الموهبة بالعقل والحكمة..
1- محمود عبد الرازق "شيكابالا"
أحد أفضل وأمهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية، وأحيانا يشعر المتابع أن شيكابالا هو الزمالك، ولكن اللاعب الأسمر الموهوب تنقصه الحكمة، وفن إدارة موهبته، فتجده يدخل في صراعات مع الجمهور، حتى أصبح أسهل حل للقضاء على الزمالك، وكسر شوكته هو الهتاف ضد النجم الأسمر، الذي يتفاعل مع الجماهير ويخرج خارج أجواء المباريات، فيفقد الزمالك فاعليته وقدرته.
شيكابالا أبرز اللاعبين الذين يحتاج لعملية زراعة مخ بالمعنى المجازي.. وبالمعنى الفعلي هو في حاجة إلى تقويم نفسي وسلوكي، فيصبح أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم المصرية.
2- مصطفى سليم "عفروتو"
لاعب النادي الأهلي المعار للاتحاد السكندري لاعب موهوب، لديه من المهارة ما يضعه في مصاف النجوم، ولكن عقله يوجهه بقوة ناحية الهاوية، فهو لاعب مزاجي، لا يستطيع التقيد بقوانين العمل، ولا يسير على قضبان لوائح الأندية، فيصطدم بالإدارات، ويخسر ويتراجع، فيفقد شعبيته رويدا رويدا، ولو نجحت معه العملية لصار في مصاف الكبار.
3- رضا متولي
قد يتساءل البعض.. من هو رضا متولي؟ ولمن لا يذكره فهو مهاجم غزل المحلة، وهداف كأس العالم للشباب 2003 بالإمارات، وأحد أفضل المهاجمين في مصر، ولكن اللاعب لا يملك عقل راجح، فيتخبط يمينا ويسارا، ولم يستطع أن ينمي مهاراته ويصقل خبرته، فيتحول إلى مهاجم دولي، وظل يدور في فلكه الضيق فأفل نجمه، ونساه الكثيرون.
4- عمرو زكي
من نجومية المنصورة، إلى إنبي ومنه إلى لوكوموتيف موسكو الروسي، وكانت حجة فشله هناك الأجواء قارصة
البرودة، وعاد وتعملق مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية 2006 ثم انتقل إلى الزمالك فتألق في البداية ثم انتقل إلى ويغان الإنكليزي على سبيل الإعارة.
وهناك أبهر العالم بإمكانياته الفنية والبدنية، كما أبهرهم بإمكانياته الاحترافية المتواضعة جدا.. وبعد أن كان من المفترض أن يسير نحو المجد، ومن ويغان إلى قمة الأندية الإنكليزية، سار نحو الزمالك مرة أخرى ليسير على سطر ويترك سطورا، ويصبح تناول أخبار مشاكله أكثر من أخبار تألقه.. حقا عملية الزر ع التي تحدث عنها إسماعيل يوسف لم تنجح، ولو كانت نجحت لرأينا عمرو زكي في ريال مدريد.
5- حازم إمام
شاب صغير السن، كان من المفترض أن تتم له العملية مبكرا، ولكن التغيير المستمر في الإدارات الفنية للزمالك، حال دون تقويمه نفسيا، فصارت حياته العاطفية هي المقياس الأساسي لمستواه في الملعب.. يتزوج فيتألق قليلا.. ثم تحدث مشاكل زوجية فيختلف مع النادي ويتراجع مستواه، ثم يقرر الخطبة فيدخل في صراع مع النادي من أجل الحصول على سلفة.. منتهى عدم الاحترافية والتخبط وخلط الحياة الخاصة بالحياة العملية، حازم إمام من أكثر المستحقين لعملية زرع مخ وفي أسرع وقت نظرا لصغر سنه وقابليته، ونظرا أيضا لكونه قد اقترب من خط الضياع.
6- إبراهيم سعيد
أصبح عمره الآن 32 عاما، كبر ولكنه كان مشروعا لنجم تاريخي، فشل المشروع بسبب عقله، فاللاعب لم يترك ناد لم يفتعل فيه المشكلات منذ أن كان في الأهلي وفي تركيا وفي إنكلترا، وفي الإسماعيلي، ومع الاتحاد السكندري، إبراهيم سعيد رجل باعه عقله، ووضعه وقذف به في الهاوية بدلا من أن يضعه على عرش الكرة المصرية.. عملية زرع المخ قد لا تجدي مع إبراهيم سعيد فقد مضى قطار العمر، ولن يلحق بالركوب، إلا إذا لحق بالعربة الأخيرة.
7- عصام الحضري
أموال؟ كان لديه منها الكثير، مجد؟ ما أكثر المجد الذي حصل عليه أيام كان يلعب للأهلي، ومع المنتخب، ماذا كان يريد الحضري من رحلة سيون، ثم رحلاته في الدوري المصري، ثم المريخ السوداني، ألم يعلم أنه كان على بعد خطوات من أن يكون أعظم حارس مرمى في تاريخ الكرة المصرية؟ قد يكون الأوان قد فات وانتهى بالنسبة لعصام الحضري في اللحاق بعملية زرع المخ، ولكن هو كان في أشد الحاجة إليها.
8- أحمد عيد عبد الملك
مهاجم من طراز خاص، يمتلك روحا قتالية، لكنها روح مبالغ فيها، فهو دائما ما يتسبب في خسارة فريقه لجهوده، بعصبيته غير المبررة، وعدوانيته في استخلاص الكرة في أوقات ليس مطلوبا منه أن يستخلصها، ولا هو دوره أن يستخلصها، هو مهاجم متميز ينقصه الحكمة والعقل، اللذين سيرشدانه للهدوء النفسي.
9- أحمد حسام "ميدو"
الاحتراف ليس جمع أموال ولكنه إتقان المهنة والوصول بالتخصص لدرجة الإتقان الكامل، هذا ما لم يفهمه ميدو في كل الأندية التي لعب لها، فهو انتقل بين الأندية كالانتقال بين المقاهي بداعي التغيير، لم يضف لأي منهم، باستثناء جنت البلجيكي وأياكس في بداية حياته، بعدها تخبط من نادٍ لنادٍ، ينجح في فترة الإعارة ويفشل عند بيعه، حتى انتهت حياته الاحترافية في سن 27 سنة و97 كيلو.. ألا يحتاج لزراعة عقل.
10- عمرو الصفتي
من المصري البورسعيدي إلى الزمالك، ومنه إلى الجونة، الصفتي هو مدافع جيد لكنه يفتقد لرجاحة العقل، متهور في الكثير من الأحيان، لا يتحمل المسؤولية ولا الضغط في أغلب الأحيان، متجهم في أغلب الوقت مما يدل على اشتعال قلق نفسي في داخله، الأمر الذي يكلفه دائما الخروج من دائرة الضوء، وهو الأمر الذي أخرجه من الزمالك.. الصفتي في حاجة إلى العملية بأسرع وقت فحالته صعبة.