في اعتراف صحيح ودون مواربة وبالصوت والصورة اعترف هاني أبو ريدة نائب رئيس إتحاد الكرة السابق وعضو المكتبين التنفيذيين الأفريقي والدولي أن لائحة إتحاد كرة القدم المصري بها تدليس وخداع للجمعية العمومية لإتحاد كرة القدم المصري.
ففي مكالمة هاتفية مع برنامج مساء الأنوار على قناة مودرن، وفي سؤال صريح عن أن لائحة الإتحاد المصري لكرة القدم بها بند مخالف ينص على أنه "ليس من حق الجمعية العمومية التعقيب على قرارات مجلس إدارة إتحاد كرة القدم"، وهو نص مخالف لكل القوانين محلياً ودولياً، فإذا بهاني أبو ريدة يقول أن هذا الكلام غير صحيح وأن هناك خطأ في الترجمة وأن النسخة الإنجليزية سليمة وأنه سيتم مخاطبة الإتحاد الدولي للتعديل في النسخة العربية مع بعض الكلمات الأخرى التي تحتاج لتعديل في نسخة اللائحة المكتوبة باللغة العربية.
وهنا سؤال يطرح نفسه، بأي لغة تحدثت الجمعية العمومية للإتحاد المصري لكرة القدم أثناء مناقشة واعتماد اللائحة وتعديلاتها المرسلة للإتحاد الدولي لكرة القدم؟، هل ناقشت الجمعية العمومية اللائحة باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية؟، وهل اعتمدت اللائحة باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية؟، وبأي لغة ستتعامل أندية الجمعية العمومية مع الإتحاد المصري لكرة القدم حين تحتكم للائحة؟، هل ستتعامل باللغة العربية أم باللغة الإنجليزية؟.
المنطق والعقل يقولان أن اللائحة نوقشت واعتمدت باللغة العربية، وأن أندية الجمعية العمومية تتعامل مع الإتحاد المصري لكرة القدم باللغة العربية، وعلى هذا الأساس يكون مقبولاً أن تكون النسخة العربية من اللائحة هي النسخة الصحيحة تماما وإن كانت هناك أخطاء فتكون في النسخة المترجمة باللغة الإنجليزية، لأنها في الأساس تكون مترجمة من النسخة العربية.
ما قاله هاني أبو ريدة يعني أن هناك تدليساً تم على الجمعية العمومية بإقرارها بنود مخالفة للوائح والقوانين المحلية والدولية، كما يعني أن شلة المنتفعين بإتحاد الكرة المتشدقين دائما بفهم اللوائح لا يفهمون إلا العبث باللوائح واللعب بها، وأن ما جرى كان الغرض منه خداع الجمعية العمومية بإقرار لائحة بها بنود غير سليمة واعتمادها من الإتحاد الدولي لكرة القدم، وعندما يعترض أحد أندية الجمعية العمومية بعد ذلك يتم مواجهته بموافقة الجمعية العمومية والإتحاد الدولي على بنود مخالفة في تزييف وتزوير وتدليس فاضح لإرادة الجمعية العمومية لكرة القدم، فالجمعية لن تتعامل إلا بالنصوص العربية وأي حرف زائد أو ناقص في اللائحة يمكنه أن يغير معنى الجمل تماماً/ وهو ما تم في النسخة العربية بالتدليس على الجمعية العمومية.
الغريب أن هاني أبو ريدة يلوم وزير الرياضة العامري فاروق لاعتراضه على هذا التدليس ويطلب منه أن يعالج التدليس بنفسه وينتهى الأمر، وأكد أبو ريدة أن ما قاله العامري فاروق عن خطابات الإتحاد المصري المرسلة للفيفا غير صحيح، وقال إن الجهة الإدارية اعتمدت الجمعية العمومية فلماذا تتراجع الآن؟.
ما قاله أبو ريدة مضحك ومخزي ومؤسف، فأي تدخل من العامري بالتعديل معناه تدخل حكومي، ثم لماذا لا تجتمع الجمعية العمومية لتنظر في شأن التدليس الذي تم عليها وتعرف أن في إتحاد الكرة أناس يخدعونها؟، ولماذا كان أبو ريدة عصبياً بهذا الشكل؟، لماذا يريد سرعة الانتهاء من الانتخابات أولا ثم تعديل اللوائح ثانياً كما قال مع مدحت شلبي؟، على أي أساس ستجرى الانتخابات؟.
أما ما قاله أبو ريدة عن الجمعية العمومية وبنود اللائحة المعدلة في الجمعية العمومية الأخيرة، وخطابات الإتحاد المصري لكرة القدم فيعني صراحة أنه هو الذي كان يدير إتحاد الكرة في الفترة الماضية، وهو الذي كان وراء تخاذل إتحاد الكرة وتواطئه مع النادي المصري في أحداث بور سعيد، ليس كما يحاول أبو ريدة وأذنابه الإعلاميين بالتأثير على المحكمة الرياضية، ولكن بالتنبيه على موظفي إتحاد الكرة بعدم القيام بدورهم القانوني تجاه القضية في المحكمة الرياضية الدولية.
وأخيراً، فما قاله أبو ريدة عن اعتماد الجهة الإدارية للجمعية العمومية لإتحاد الكرة غير صحيح، فأبو ريدة تجاهل عامداً أن عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة السابق أعلن في لندن أثناء حضوره افتتاح الدورة الأوليمبية أنه لن يعتمد الجمعية العمومية وقراراتها، وأراد أبو ريدة من هذا التجاهل لتصريحات البناني، أن يصل برسالة للرأي العام أن العامري فاروق يقف ضده هو شخصياً.
الثورة بدأت تصل لكل مكان في مصر، وما زال فلول الرياضة وإذنابهم يحاولون السيطرة على مقدراتها.