الفريق الكتالوني بالرغم من علمه التام أنه سيُحرم من إجراء أي تعاقد على مدار فترتي الانتقال المقبلتين عجز عن دعم الفريق كما يجب.
يُقبل برشلونة الإسباني خلال الفترة المقبلة على أزمة حقيقة حيث أنه لم يقم بالاستعداد كما يجب للعقوبة المفروضة عليه من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالحرمان من إجراء أي صفقة على مدار فترتي انتقال بداية من يناير المقبل ومن بعد ذلك فترة الانتقالات الصيفية.
وفرض الاتحاد الدولي عقوبته على النادي الكتالوني خلال شهر مايو ثم حصل على تصريح بإبرام تعاقدات في الصيف الماضي لحين النظر في التظلم الذي تقدم به بخصوص سياسته في التعامل مع اللاعبين الناشئين القادمين من خارج إسبانيا وأسلوب الحياة الخاص بهم.
وفشل البلوجرانا في استغلال الفرصة التي سنحت له من أجل التعاقد مع اللاعبين القادرين على حل أزمات الموسم الماضي الذي ظهر فيه النادي الكتالوني بشكل سيئ وعجز عن تحقيق أي من البطولات الثلاث الكبرى الذي ينافس عليها، ومن خلال السطور القادمة سنحاول أن نلقي الضوء على المشاكل التي ستظهر في برشلونة خلال الأشهر الـ15 التي سيلعبها دون إبرام أي صفقة والتي بدأت في سبتمبر الماضي وتستمر حتى يناير 2016.
1- قلب الدفاع بين الانهيار والشذوذ الكروي
يعاني مركز قلب الدفاعي في برشلونة من تواضع كبير في المستوى حيث أن جيرارد بيكيه غائب عن مستواه منذ فترة طويلة ولم يعد يمتلك القدرة على تحمل المسؤولية كأحد أبرز نجوم الفريق الكتالوني كما كان قبل سنوات ولعب دور كبير في حسم فوز برشلونة بالكثير من الألقاب محاليا وقاريا وعالميا.
ويعاني ماثيو كثيرا من أجل الانصهار في أسلوب لعب البلوغرانا فهو ليس باللاعب المميز على مستوى لمس الكرة كما أنه لا يمتلك سرعات تؤهله إلي مساندة الفريق في الجانب الأمامي ولم يستغل ايضا طول قامته في دعم خط الهجوم أو التعامل مع الكرات العرضية التي تُلعب على فريقه، هذا بجانب ارتفاع سنه الذي سيكون عائق أمام تحمله مسؤولية الفريق خلال الفترة المقبلة حتى انتهاء الإيقاف.
وانتظر الجميع فيرمايلين القادم من أرسنال كي يكون داعم حقيق للفريق باعتبار أنه منتقل من أحد أكبر الفرق في الدوري الانجليزي المعروف بقوته على المستوى الفني والبدني، لكن الغياب الذي قيل أنه سيكون أسبوعين فقط امتد الآن إلى 3 أشهر ولم يمتكن اللاعب من الظهور الأول مع برشلونة ليكون غيابه بشكل عام حلقة محيرة للجميع وتثير تكهنات كبيرة حول مستقبله إذ أنه لم يشارك سوى في القليل من المباريات خلال الموسم الماضي مع المدفعجية ولعب مباراة واحدة مع بلجيكا في كأس العالم وأصيب مجددأ.
2- الأظهرة بين تقدم السن وسوء المستوى
يعتبر داني ألفيس الظهير الأيمن الأول لبرشلونة على مدار السنوات الماضية حيث عرف عنه مستواه الدفاعي الطيب إضافة إلي التقدم للأمام بشكل مستمر وهو ما يمنح الفريق إضافة هجومية مميزة خصوصا وأن تعامله مع الكرة جيد ويمتلك فكر راقي في تنفيذ الهجمة من الطرف الأيمن لا تتوفر في الكثير من اللاعبين في مركزه، لكن بعد أن أصبح اللاعب في عامه 32 لم يعد مرغوب به في الفريق وسينتهي تعاقده في الصيف المقبل ليرحل عن كتالونيا.
وتعاقد برشلونة هذا الصيف مع دوغلاس مواطن ألفيس ليتم إعداده من أجل خلافته في الفريق، لكن الظهور الذي قدمه في بعض المناسبات لم يكن مبشرا بالخير وعجز اللاعب عن الظهور بشكل مميز دفاعيا أو لعب دور هجومي يحسب له على أنه خير خلف لخير سلف.
ويتواجد في الجانب الأيسر خوردي ألبا، فقد استطاع اللاعب أن يلعب أغلب مباريات الموسم الحالي ثم أتي الكلاسيكو فوجد نفسه بعيدا عن تشكيل الفريق، واعتمد لويس انريكي المدير الفني للفريق على ماثيو، وذلك لعدم قدرة اللاعب الإسباني على الإلتزام بالدور الدفاعي في المباريات إضافة إلي أنه لا يشكل خطورة هجومية جيدة من الناحية اليسرى عندما يتقدم.
3- الوسط والمقامرة ببقاء تشافي
اتخذ برشلونة قرار خاطئ بعد ان قرر استمرار تشافي في الفريق خلال الموسم الحالي وعدم الاتجاه إلى رحيله كما كان مقررا في بداية الأمر، حيث ان استمرار أسطورة الفريق تسبب في تشوش فكر المدير الفني الذي يعلم القيمة التي قدمها للفريق في الماضي من ناحية ومن ناحية أخرى يدرك أنه لم يصبح كما كان في الماضي، فأصبح يتجه من آن لآخر للاعتماد عليه كأساسي وهو القرار الذي خاب في مباراة ريال مدريد.
ويعتبر الشكل المثالي لبرشلونة في الوسط هو وجود راكيتيتش مع انييستا إضافة إلي وجود ماسكيرانو كلاعب وسط دفاعي، ووجود تشافي كبديل مناسب لإراحة راكيتيتش، لكن بعد رحيل المخضرم الإسباني في الصيف المقبل سيكون الرهان على تقدم أحد لاعبي الفريق الشباب للعب هذا الدور وهو أمر قد لا ينجح.
4- الهجوم والمقامرة على منير وساندرو
سيكون الغالب بالنسبة لبرشلونة أن الثلاثي الهجومي خلال الفترة المقبلة هو ميسي، مع نيمار ولويس سواريز، وهو الدعم أبرز لبرشلونة في موسم الانتقالات والذي سيمنحه راحة خلال الفترة المقبلة على مستوى التعامل مع المدة التي سيحرم فيها من إبرام تعاقدات.
ربما يكون التحدي الأكبر في الفترة المقبلة بالنسبة لبرشلونة هو إمكانية نجاح الثنائي الصاعد منير الحدادي وساندرو في الجانب الهجومي على اعتبار أن بيدرو لم يعد يمتلك قدرة للتأثير في البرسا كما كان في وأقات سابقة.