ALahly ALahly

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

السبب الحقيقي في عدم عودة النشاط الكروي .. وكيف تعود الحياة إلى الملاعب المصرية


السؤال الذي يتردد  في الشارع الكروي المصري ترى ما هي أسباب تأجيل مسابقة الدوري العام وهل ستعود الحياة إلى ملاعب كرة القدم أم ستظل خاوية على عروشها لأيام وشهور آخرى بخلاف ما مضى منذ أحداث مجزرة بورسعيد أول فبراير الماضي والتي أودت بحياة 74 مشجع أهلاوي .
أصابع الإتهام من المهتمين بعودة الحياة إلى الملاعب تشير إلى شباب رابطة أولتراس أهلاوي بأنهم يقفون حجر عثرة في مسألة عودة النشاط وصب الجميع  من لاعبين وإعلاميين ومسئولي الأندية جام غضبهم على النادي الأهلي وجماهيره بسبب رفض الأولتراس عودة النشاط المحلي قبل القصاص من الجناة  لدرجة أن البعض ذهب إلى فكرة أن ينسحب النادي الأهلي من البطولة كحل لعودة النشاط الكروي في مصر .

أو إتهام وزير الرياضة والحكومة بالضعف والوهن والرضوخ لرغبة هؤلاء الشباب الذي أصبحوا بين عشية وضحاها الحاكم الفعلي للبلاد يأمر فيطاع وتهرول كافة أجهزة الدولة لتنفيذ أوامر الأولتراس حتى يشعر المتلقي بأن الأولتراس دولة داخل دولة أو أنهم مركز الكون يدور في فلكهم حكومة الثورة .


إلا أن أحد لا يتحدث عن دور الأمن في مسألة عودة النشاط الكروي في مصر وإن طرح أحد دور وزارة الداخلية في التأجيل المتكرر لمسابقة الدوري يأتي الحديث على
إستحياء أو عدم قيامهم بدورهم في تأديب وتهذيب الأولتراس .

وتناسى البعض ما حدث في أزمة مبارة السوبر بين الأهلي وإنبي في سبتمبر الماضي وإقامة اللقاء رغم أنف الأولتراس الداعين لتجميد النشاط الكروي وخطة الخداع الإستراتيجي التي نفذها مدير أمن الأسكندرية من أجل إقامة المبارة رغم أنف الأولتراس وأسر الشهداء وخرج البعض يتحدث عن هيبة الدولة التي تم الحفاظ عليها ضد رغبات هؤلاء المتمردين  مما يعني أنه لو صدر قرار سيادي بإقامة مباريات الدوري ما إستطاع أحد أن يمنعه ونتذكر ما حدث في لقاء الأهلي والزمالك  الموسم قبل الماضي في دوري الثورة والذي أقيم في ظروف أمنية أسوء من الأن وفي حضور جمهور الفريقين بعد صدور قرار بتأجيله لا لشئ إلا أن القيادة أصرت على إقامة المبارة وبعد مغادرة اللاعبين إلى منازلهم عادوا لتقام المبارة في موعدها .

حتى بعد وقوع أحداث مجزرة بورسعيد كان هناك إتجاه قوي لعودة النشاط عقب فترة الحداد إلا أن رغبة المسئولين والمتطلعين لعودة النشاط إصطدمت بشروط النيابة  العشر التي طالبت بتوافرها في الملاعب قبل إقامة المباريات فيها تجنبا لتكرار هذه المجزرة إلا أن بالرغم من مرور 9 شهور لا جديد يذكر وبشهادة خالد بيومي عضو اللجنة المؤقتة لإدارة شئون اتحاد الكرة في أعقاب رحيل لنة أنور صالح  وهي الشروط التي يطالب الأمن بتوافرها في الملاعب قبل الموافقة على تأمين المباريات .

ولعل أزمة أحد  لقاءات  الأهلي في بطولة دوري أبطال أفريقيا وموافقة الأمن في اللحظات الأخيرة على تأمين المبارة بالرغم من إقامتها بدون جمهور خير شاهد على أن الأمر كله في يد وزارة الداخلية التي أمنت استاد القاهرة في إحتفالات أكتوبر والمدرجات مكتظة بالحضور من كافة المستويات .

الأمر إذا لا يحتمل كل هذا الصخب وتحويل الأنظار عن المتسبب الحقيقي في عدم عودة النشاط إلى مجموعة من الشباب تطالب بالقصاص وتعظيم دورهم وتصويرهم على أنهم يتحكمون في مقدرات البلاد أو أن يتغنى البعض بثورية هؤلاء الشباب ودرهم في الثورة المصرية بينما يجردهم البعض الأخر من أي دور يذكر فالأمر لا يحتمل كل هذا الصخب وتصديرهم لرجل الشارع العادي على أنهم حفنة من البلطجية التي تهدف إلى قتل متعتهم في متابعة الساحرة المستديرة ليقولوا في الأولتراس ما قالوه في شباب الإخوان وشباب 6 إبريل وكافة الحركات الشبابية التي كانت وقود ثورة التغيير التي أطاحت بالرئيس السابق لتتعالى لعنات الشارع على شباب مصر الذي يعرقل عجلة الإنتاج ولا يريد خيرا للبلاد .

 كيف يعود النشاط الكروي في مصر

سيعود النشاط الكروي في مصر حتما ولكن بعد عدة خطوات تتمثل في ::- 

1- أن تكف الأبواق الإعلامية عن هذا العبث اليومي وأن تقوم بدورها في توضيح حقيقة الموقف وليس بهذا الأسلوب بالبحث عن كبش فداء يتحمل أوزار الجميع وأن تتمتع بشئ من الموضوعية بدلا من أن تناصب أحد الأطراف العداء لا لشئ إلا لموروث قديم من أيام النظام السابق .

2- أن يقوم نجوم الكرة بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر بدلا من مناصبة قطاع من الجماهير العداء فلا أحد من الجماهير الرافضة لعودة النشاط تريد أن يتشرد اللاعبين فهم من دأبوا على الهتاف لهم والتغني بأسمائهم في المدرجات لكن لهم مطالب مشروعة يجب أن يسمعها الجميع. 

3- ضرورة تدخل مؤسسة الرئاسة بدور فاعل في الأزمة ومعرفة الأسباب الحقيقية في التأجيل المتكرر لعودة النشاط فإذا كانت مطالب الأولتراس تمثل أحد الموانع فلماذا لا يتم عمل حوار لمعرفة مطالب هؤلاء الشباب والعمل على تحقيق الممكن منها .

4- ضرورة  خروج وزير الداخلية لشرح الأسباب الحقيقة لرفض تأمين المباريات ومعرفة إذا كانت منطقية أم لا وإذا ما كانت شروط النيابة مازالت تمثل مشكلة حقيقية في مسألة التأمين أم لا .

5- خروج وزير الرياضة ليوضح للرأي العام أسباب تأكيده على عودة النشاط ثم العودة عن هذه الوعود مع كشف ما تم تنفيذه من شروط النيابة في الملاعب المصرية وما تم تنفيذه لمنع وقوع مجزرة جديدة تسقط عشرات الضحايا .

6- اتحاد الكرة المنتخب عليه أن يستبعد الوجوه المألوفة والتي إعتدنا عليها في المناصب المختلفة داخل أروقة الجبلاية مع شرح واضح لخطط الاتحاد المستقبلية لإدارة شئون اللعبة فليس من المقبول أن يعود النشاط على نفس المنهج السابق من العشوائية والتخبط  .   

7- الأولتراس ودورهم الذي ينبغي أن يقوموا به بالعودة إلى المدرجات قبل أن يتحولوا لفصيل سياسي  وذلك حتى لا تختلط الأوراق في حال إذا ما تم حوار حول هذه  الأزمة فهل يكون التحاور معهم كونهم مجموعات للتشجيع أم فصيل سياسي له  مطالب  بخلاف مطالبهم الرياضية .

كتبه / زكريا البدوي

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

ALahly

2016